الحرمل – العدد 32

حمص ـ مهند البكور

حصار الموت برداً وجوعاً يقتل عشرات الأشخاص يومياً في مدينة «مضايا» بريف العاصمة السورية دمشق وسط موجة صقيع تضرب أفواه المجتمع الدولي.

مدينة مضايا أو ما بات يعرف اسمها حالياً بمدينة «الأشباح» قد خلت شوارعها من أي مظاهر للحياة، هذا فيما باتت الصور المسربة من هناك تنتشر يومياً على صفحات التواصل الاجتماعي لأشخاص تحولت أجسادهم البشرية إلى هياكل عظمية، تشبه إلى حدٍ كبير تلك الأجساد التي يكتشفها علماء الآثار في تنقيباتهم الأثرية.

تدخل مدينة مضايا يومها الـ«200» في الحصار المفروض عليها من قبل قوات الأسد وعناصر مليشيا حزب الله، هذا فيما علت أصوات الناشطين داخل المدينة مناشدين الأمم المتحدة اتخاذ الاجراءات والمساعي اللازمة لفك الحصار عن المدينة، والذي بات يشكل في استمراريته كارثة إنسانية لما يقارب «٤٠٠٠٠» مدني يعيشون داخل المدينة.

وبعد خذلانها من كافة الجهات الإغاثية والعالمية وحقوق الإنسان، خرج أهالي حمص بمظاهرات ووقفات تضامنية مع أهالي مضايا، حيث رفع أطفال حي الوعر الحمصي لافتات كتب عليها «نناشد سكان المريخ لفك حصار مضايا»، فيما خرج أهالي مدينة الرستن بمظاهرات تندد بالحصار وتطالب بفك حصار مضايا، وفي تصريح للناشط الإعلامي «عمرو الحمصي» للحرمل قال: كل الصور التي خرجت من تلك المدينة الصامدة تشبه ما جرى في مدينة حمص القديمة، وأناشد المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان السعي لحل هذه الكارثة بشكل قطعي، وإنهاء حالات الحصار التي تشهدها العديد من المدن السورية، لأن المناظر التي خرجت من مضايا تؤكد أن هذه الأوضاع المأساوية هي وصمة عار على جبين الإنسانية، ونرجو من منظمات حقوق الإنسان العمل على فك الحصار عن تلك المنطقة المنكوبة».

وفي سياق الموضوع، ونقلاً عن المراكز الطبية داخل مدينة «مضايا»، والتي تقول أن هناك عشرات حالات الإغماء والإعياء التي تتوافد للمركز نتيجة نقص المواد الغذائية، وسط عجز المراكز عن تقديم المساعدة لافتقارها للمواد الطبية اللازمة للعلاج نتيجة الحصار.

هذا فيما تناقل ناشطو المدينة صوراً لأطفال تأكل ما تبقى داخل المدينة من حشائش لا تصلح للاستخدام الآدمي في محاولة يائسة من الأهالي للإبقاء على حياتهم وحياة أبنائهم.

يشار إلى أن نظام الأسد، وبجانبه مليشيا حزب الله، وبرعاية الأمم المتحدة، فشلوا في تطبيق العهود والمواثيق التي كانت ضمن بنود الهدنة المتفق عليها بين ثوار مدينة الزبداني ونظام الأسد، والتي كانت تنص على «ادخال المساعدات الغذائية، وفتح ممرات إنسانية للأهالي المحاصرين». فيما تشهد أيضاً مدينة دير الزور حصاراً خانقاً من قبل قوات النظام الأسدي، وتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، ويعاني الأهالي هناك من نقص كبير في المواد الأساسية، وغلاء فاحش في المواد المتوفرة، لا يستطيع الأهالي دفع أثمانها الباهظة، وتسعى المنظمات الحقوقية الإنسانية لرفع حالات الحصار التي تطال المدنيين في كل المدن السورية، وسط صمت عربي وعالمي تجاه ما يتعرض له السوريون من ظلم وقهر.

التعليقات

//