عين على الوطن – العدد 10 – 01/10/2015

التواجد العسكريّ الروسيّ في سورية ليس جديداً، فهو قبل اندلاع الثورة السوريّة في آذار عام 2011 ، ولكن كان على شكل تعاون عسكري يتم الاتفاق عليهِ في اتفاقيات شراء الأسلحة والتدريب على استعمالها وصيانتها، وقد زاد هذا النوع من الاتفاقيات في ظل الدعم الروسيّ لنظام بشار الأسد ضد الثورة السوريّة المباركة. حيث أن حجة روسيا بالمدد العسكريّ الذي أرسلتهُ على طوال الخمس سنوات من عمر الثورة، بأن ما ترسلهُ روسيا إلى نظام الأسد كان بحسب الاتفاقيات التي سبقت عام 2011 ، وأنها تنفيذٌ لاتفاقيات سابقة قبل اندلاع الثورة السورية.

أما الموقف والدعم السياسيّ فقد كان واضحاً من خلال تبني وزير الخارجيّة الروسيّ سيرجي لافروف لكل مواقف النظام السوريّ والنظام الإيرانيّ معاً، حتى وصف العديد من المراقبين الدوليين سيرجي لافروف بأنهُ وزير خارجية سورية أكثر من وليد المعلم.

وذكرت مصادر أمريكية عن تكثيف نقل الطائرات العسكريّة الروسيّة للمعدات العسكرية إلى سورية، حيث أكدت مصادر أمريكية أن ثلاث طائرات عسكرية روسية على الأقل هبطت في سوريا في الأيام الاخيرة الماضية، حيث إن اثنتين من الطائرات هما طائرتا شحن عملاقتان من طراز»انتونوف 124 كوندور«، أما الطائرة الثالثة فهي طائرة لنقل الأفراد.

أما عن الشق البحري فتشارك فيهِ عدة سفن إنزال وشحن بحري عسكرية ومدنية روسية منها: سفينة الإنزال التابعة لأسطول البحر الأسود: حيث تقوم بنقل عناصر من مشاة البحريّة الروسيّة إلى جانب عربات الجيب العسكرية وأعداد من ناقات الجند المدرعة.

وأظهرت الصور الجويّة المأخوذة لقاعدة باسل الأسد الجويّة في اللاذقية تحركات على وتيرة سريعة هناك، حيث أظهرت الصور الملتقطة بتاريخ 4 أيلول أعمال هندسية كبيرة جارية في المطار، فيما بينت الصور الأخيرة الملتقطة بتاريخ 15أيلول إنجاز العديد من المآزر الخرسانيّة الكبيرة التي كانت في السابق تحت الإنشاء، وتبع ذلك وصول كمية كبيرة من المعدات العسكريّة الروسيّة أيضاً إلى المطار، كما تظهر الصور أيضاً تواجد فرقة روسية جنباً إلى جنب مع المدفعية ومروحيات الدعم الهجوميّة، هذا بالإضافة إلى وجود طائرة نقل روسية كبيرة تظهر واضحة على المدرج والسالم القريبة منهُ.

كما يمكن ملاحظة وجود أربع طائرات هليكوبتر عسكرية في المطار، والتي تظهر بالصور الحديثة التي نشرت في 15 أيلول وهو ما يعني أن هذه الطائرات قد تم تسليمها مؤخرًا عن طريق طائرات النقل الكبيرة u1575 الموجودة في المطار كذلك.

هناك نوعان من الطائرات المروحية في المطار، الأول نوع غزالة )إم آي24 -) وهي من نوع الطائرات الهليكوبتر الهجوميّة وطائرتي هليكوبتر من طراز )إم آي17 -) الخاصة بالتنقل الجويّ السريع، وبإمكان هذه الطائرات ذات الأجنحة الدوارة توفير دعم جويّ محدود لعمليات الهجوم أو الحماية العامة أو حتى في حالات الإنذار المبكر للقوات الروسيّة الموجودة في المطار.

وخال الفترة الماضية لوحظ عدد كبير من السفن الروسيّة تتحرك بين البحر الأسود وموانئ اللاذقية وطرطوس في سورية، ما يعني أنهُ تم تسليم الكثير من أدوات القتال الثقيلة عن طريق البحر، ويمكن الاستنتاج من التركيز الروسيّ على قاعدة باسل في الدعم وجود نية محتملة لإنشاء قاعدة عمليات روسية متقدمة في الفعل على أرض الموقع.

يبدو أن روسيا بدأت في تصعيد دعمها العسكريّ والسياسيّ لسورية، وإن قرار استمرار هذا الدعم قد تم اتخاذهُ منذ فترة وستسير فيه روسيا. روسيا تمتلك الآن وسيلة لزرع نفسها في المنطقة، لكن السؤال إلى أي مدى سوف تذهب؟

التعليقات

//