العهد | العدد 56 | 01 آذار 2016

وائل علوان الناطق الإعلامي باسم فيلق الرحمن  للعهد :”قمنا بتفويض الهيئة العليا وأعلنا التزامنا بالهدنة. لكن ثقتنا بالأسد معدومة”

العهد – خاص

طغت أخبار “الهدنة” على أغلب أخبار سورية حيث بات على الإعلاميين والناشطين رصد الخروقات المتكررة التي أصبحت تعد يومياً بالعشرات، وعلى الرغم من دخول الهدنة حيز التنفيذ في الساعات الأولى من فجر يوم ال 27 من الشهر الجاري إلا أن كثيراً من المناطق لم تعلم عن الهدنة إلا اسمها، فقد استمرت فيها الاشتباكات والقصف بشكله الاعتيادي وكأنّ شيئاً لم يكن.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثّقت في اليوم الأول 14 خرقاً قامت به قوات الأسد في مناطق سيطرة الثوار تركزت في ريف درعا وريف اللاذقية وريف حمص ويف حلب، في حين خرقت قوات سورية الديمقراطية الهدنة بقصفها لمدينة إعزاز في ريف حلب بالرشاشات الثقيلة والتي تقع تحت سيطرة الثوار حسبما ورد في تقرير صادر عن الائتلاف.
ولم يكن اليوم الثاني أهدأ من سابقه حيث وثق ناشطون مقتل مالايقل عن 12 شهيداً من المدنيين في غارات استهدفت “جمعية الهادي” قرب بلدة بابيص في ريف حلب الغربي، فيما شنت قوات الأسد هجوماً عنيفاً على بلدة حربنفسة في ريف حماة الجنوبي تمكنت كتائب الثوار من التصدي لها.
وفي سياق آخر رصد العديد من الناشطين حشوداً لقوات سورية الديمقراطية ومليشيا وحدات الحماية الكردية غرب عفرين فيما يبدو أن تجهيز للهجوم على معبر باب الهوى الحدودي.

وفي الوقت الذي وافق فيه 93 فصيلاً سورياً على الالتزام بالهدنة، أبدى العديد من الثوار على الأرض تشككهم في جدوى الهدنة واستمراريتها.
السيد أبو دياب قائد غرفة عمليات حي جمعية الزهراء في مدينة حلب صرّح لصحيفة العهد: “أعتبر الهدنة محطة لقتل المجاهدين وليست لسلامتهم، لأن القائمين على الهدنة هم أعداؤنا ولا نثق بهم، وطالما أن الهدنة لم تشمل جبهة النصرة وبعض المدن المحاصرة كداريا فهذا أكبر دليل على أنها ضدنا ولقتلنا.”

كما صرّح الناطق الإعلامي باسم فيلق الرحمن “وائل علوان” للعهد قائلاً: “نحن في فيلق الرحمن قمنا بتفويض الهيئة العليا للمفاوضات وأعلنا التزامنا بالهدنة، إلا أن ثقتنا بالتزام الأسد ومليشياته ببنود الهدنة معدومة، وسنراقب تطورات الأمور وسيقتصر عملنا على رد الفعل حالياً.”
أما الشيخ حسام سلامة القيادي في حركة أحرار الشام في إدلب قال للعهد أنّ :” الهدنة ولدت ميتة، وخاصة أنها فرضت علينا بعض الشروط التي لم نقبل بها أو نتوافق عليها كاستثناء فصيل معين أو جماعة، أو استثناء بعض المناطق كداريا أوغيرها، حتى قوات الأسد لم تعترف بالهدنة وأصرت على خرقها من الساعات الأولى مع بعض الفصائل والمناطق.”
في حين أعلن أبو محمد الجولاني أمير جبهة النصرة في تسجيل صوتي له، أن الهدنة هي خديعة من الغرب للدفع بالثوار إلى حضن النظام حيث رأى الجولاني أن اتفاق وقف إطلاق النار سيؤدي إلى حل سياسي يُبقي على مؤسسات الأسد العسكرية والأمنية، مرجحاً بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية وحتى ما بعدها، ومؤكداً أن الثورة الناجحة هي التي تقتلع النظام ومؤسساته من جذوره.
وعلى صعيد آخر وفي وفي خطوة استباقية استغل تنظيم الدولة أول أيام الهدنة ليشن هجوماً مباغتاً على مدينة تل أبيض الحدودية الواقعة في شمال محافظة الرقة و الخاضعة لسيطرة وحدات الحماية الكردية عبر قيامه بعدة عمليات انغماسية حيث اندلعت اشتباكات بين الطرفين ثم انسحب عناصر التنظيم من المدينة تحت وطأة غارات التحالف الأمريكية .
وقد تمكن التنظيم من السيطرة على على قرى “أم البراميل” و”المسعودية” و”حمام التركمان” و”قرية الحمود” في ريف الرقة بعد اشتباكات مع وحدات الحماية الكردية.
ويذكر أن مدينة الشدادي الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة تعرضت قبل أيام لهجوم من قبل قوات سورية الديمقراطية المدعومة بغارات طيران التحالف الأمريكي وغارات طائرات الاحتلال الروسي حيث تتواصل معارك الكر والفر داخل المدينة بين الطرفين دون أن يتمكن طرف من حسم المعركة.

التعليقات

//