تمدن | العدد 88 | 25 آب 2015

تمدن | علي تباب

سمحت السلطات المقدونية لأكثر من 1500 مهاجر، بدخول أراضيها من اليونان بعد محاولة اقتحام نفذها مئات اللاجئين معظمهم سوريون للسياج الشائك على الحدود المقدونية السبت الماضي، وذلك في محاولة جماعية لعبور الحدود، في مشهد جديد من مشاهد ازمة اللاجئين المتفاقمة في أوروبا.

من جانبها أعلنت مقدونيا الخميس حالة الطوارئ في محاولة للسيطرة على تدفق اللاجئين الذين يسعون إلى الوصول إلى دول شمال أوروبا. واستخدمت قوات الأمن في مقدونيا الهراوات والدروع للتصدي لمحاولة الاقتحام ما أسفر عن اصابة البعض.

وكانت الامم المتحدة حثت اليونان ومقدونيا على احتواء “الموقف المتدهور”، فيما انتقد رئيس منظمة العفو الدولية للشؤون الأوروبية، تعامل “سكوبيا” مع الأزمة قائلاً “السلطات المقدونية تتعامل على اعتبار ان هؤلاء الأشخاص مثيرو شغب وليسوا لاجئين فارين من الصراعات والاضطهاد”.

وكان “محمد عز” مدير مكتب الرابطة السورية لحقوق اللاجئين في بلغاريا، قد وصف لـ “تمدن” في وقت سابق “بأن الوضع على الحدود مع مقدونيا مأساوي فالناس في الحدائق وتحت المطر، وحتى الناس ليس لديها نقود، ولا يوجد أماكن للنوم، كما لا يوجد اغذية ولا ستر واقية للمطر، وهناك اطفال كتير في ظل فقدان مادة في حليب أطفال هناك”.
مضيفاً بأن “توجد اصابات وحالة من الهلع والرعب والخوف وقد طلب منا المساعدة لتامين الدخول الى الاراضي البلغارية هربا من الوضع الصعب لان لا مأوى لهم هناك”.

وأوضح “عز” في حديثه لـ “تمدن”: “إن السبب حسب ما يجري هو قيام السلطات الهنغارية بوضع حاجز من الاسلاك الشائكة على طول الحدود الصربية مما سيؤدي الى منعهم او على الاقل اعاقة الدخول الى هنغاريا وبهذا سيشكلون ازمة للسلطات الصربية التي كانت تسهل عبورهم الى هنغاريا قبل بناء الحاجز”.

فيما قال “مضر حماد الاسعد” رئيس مكتب الاعلام والتوثيق في الرابطة السورية لحقوق اللاجئين لـ “تمدن”: “إن ما يجرى على الحدود اليونانية المقدونية هو وضع صعب جدا بسبب الاعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين والعرب والاجانب الذين عبروا من تركيا الى اليونان ومنها الى مقدونيا، من اجل الوصول الى وسط اوروبا، وقد ادى وصول أكثر من ثلاثة الاف لاجئ الى الحدود المقدونية، الى الحصول على ازمة حقيقية تعاملت معها الشرطة المقدونية بالقوة، من اجل تنظيم عملية الدخول الى أراضيها”.

وتابع الأسعد “السلطات المقدونية بررت ذلك بسبب ضعف امكانية وسائل النقل، من اجل نقل هذه الاعداد الكبيرة وخاصة بوجود حوالي 15 ألف لاجئ على الحدود او داخل المدن، وهؤلاء بحاجة الى وسائط نقل من اجل نقلهم الى صربيا والمانيا وهنغاريا، لذلك الشرطة المقدونية طلبت من اللاجئين الانتظار من اجل دخولهم عبر مجموعات صغيرة -من اجل المحافظة على الامن العام من الاختراق الارهابي او من يريد الاساءة للاجئين عامة، او من اجل توفير سيارات ووساطات نقل لهم”.

وأضاف الاسعد “بأن اللاجئين لم يتعاونوا مع الشرطة المقدونية ظنا منهم ان مقدونيا ترفض عبور اللاجئين عبر اراضيها مما حدث سوء تفاهم هذا ما أبلغنا فيه من الجهات الرسمية في مقدونيا”.

وتشير أحدث الأرقام الصادرة عن اليونان إلى أن العدد الإجمالي للاجئين والمهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط هذا العام بلغ حوالي 264,500 شخص من بينهم 158,456 شخصاً إلى اليونان وحوالي 104,000 شخص إلى إيطاليا و1,953 شخصاً إلى إسبانيا و94 شخصاً إلى مالطا.

وعن دور الرابطة فيما يجري للاجئين في مقدونيا أوضح “محمد عز” لـ “تمدن”: “بالنسبة لدور الرابطة المتابعة حتى والتوجيه، وقد أبلغت مدير الرابطة بتطورات الوضع، وطلبت تكليفا للذهاب ان لزم الامر للوقوف على ما يجري، وطالبنا المنظمات الانسانية والحقوقية بالتدخل والوقوف على اسباب الاعتداءات، واسعاف الجرحى، وتقديم العون للمتضررين”.

ومن جانبه أكد “الأسعد” لـ “تمدن”: “حاليا الامور اصبحت طبيعية وتم ادخال كل من كان على الحدود المقدونية، وانفرجت بشكل كامل الامور، ويبقى العتب الاكبر على الائتلاف الوطني وعلى الحكومة السورية المؤقتة، لعدم الاهتمام في متابعة اللاجئين السوريين في دول العالم، وكأن الامر لا يعينهم وخاصة سفارات الائتلاف، والتي تعاني من حالة السبات”.

وأضاف “نحن نتمنى من كافة دول العالم، ان تعمل على مساعدة اللاجئ السوري، بسبب ما يعانيه من القهر والظلم والقتل في سورية على يد نظام الاسد الديكتاتوري، الذي لا يعرف الرحمة والشفقة، وكذلك نتمنى التدخل من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، لتذليل ما يعانيه اللاجئ السوري، مع اعتزازنا بما يقدم للاجئين السوريين في دول الاتحاد الاوربي، من رعاية واهتمام وصحة وتعليم”.

يشار الى ان بعض الأسر سمح لها بعبور الحدود نحو محطة جيفجليجا حيث توجد القطارات المتجهة إلى صربيا والمجر والتي شهدت فوضى كبيرة في الايام الأخيرة.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها حصلت على وعود من مقدونيا بعدم “إغلاق الحدود في المستقبل”.

التعليقات

//